الأربعاء، 31 ديسمبر 2014




في مسقط رأسي، يَجُوب شوارعه أحد المُختلين، بلباس رثٍّ يكاد يغيب عنه اللون الأبيض لقتامته نتانة، ينتعل الأرض وأحجارها، والناظر إلى قدميه عاجز عن فرز الأظافر منها، كلها مطلية بالسواد، رائحته التي تفوق قرفا رائحة الأجْثاث، مداها يبلغ في القطر عشرين مترا يُمَركِزه شخصه، لحيته الضاربة في الطول دوما تقطر خمرا، أصبح كذلك بعد مدة قضاها في امتهان التدريس، كان أستاذ رياضيات في السلك الثانوي، وأمثاله في مصيبته كُثُر...
يوم السبت الماضي، زرت أحد أصدقائي العاملين في نفس الميدان، زرته بمدرسة ابتدائية، وهناك ألفيت شخصا شلت يداه واعْوَجَّ ثغره، بالكاد يحافظ على توازنه، أخبرني صديقي أنه كان أستاذا، واعتبارا لما آلت إليه ظروفه الصحية، أوكِلت إليه مهام إدارية حفاظا على مصدر عيشه...
وتظل مهنة التدريس في بلادنا، أتعس مهنة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق