رنَّ هاتفه على غير العادة، على غير الرَّنة التي ألِفَها عليه، ربما أحدهم عبث بإعدادات الهاتف، لا يهم... لكن، مَنِ السائل؟
جاءه اتصال من إحدى الشركات العظمى بالمنطقة، طلبت قدومه إلى مكتب الإدارة
قصد استلام وظيفة، لا عفوا، طلبت منه أن يُعِدَّ نفسه، لأنهم قرروا أن يرسلوا إليه
سيارة خاصة تقله إلى مركز الشَّركة.
بعد أن وافق دون تردد، تحير في داخله السؤال لحظة: من
أين لهم برقم هاتفي؟ من أين لهم بعنواني؟ ربما أحد المتشفين يُمازحني؟ لا يَهُم...
بعد لحظات، سمع صوت منبه السيارة، أطل من النافذة، لمح سيارة فخمة يُلوِّحُ منها رجل
يبدو على محياه البَذخ، نزل إليه مهرولا، قال له سائق السيارة الفخمة: الكبير في
انتظارك !
انطلقا كالسهم صوب المركز، استقبله المدير بحفاوة بليغة،
عرض عليه وظيفة شبه حرة، أن يشتغل بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع، والمقابل الشهري
30 ألف درهم، وسيارة من نوع 4×4، والعديد من الامتيازات.
قَبِل العرض على الفور، استلم مفاتيح السيارة، غادر
الشركة إلى السيارة الفخمة وكله بهجة وسرور، وقَبْل أن يَمَسَّها، قَبْل أن يضع
المفاتيح في موْضِعها، أفاق على صراخ أمه وهي تنزع عنه البطانية: "أفِيقْ
أخَانْزْ الرْجْلِينْ أُوخْرْجْ قْلبْ لِيكْ عْلَى شِي خْدْمَة بْحَال ڭرَانْكْ"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق