صديقي ابراهيم، إنسان في منتهى الطيبوبة، تعرفت
عليه ما يزيد عن الثلاث سنوات، يحظى بتقدير كل معارفه، يقضي حاجة السائل رغم عوزه،
ولن تجد عنده درهم غيره، دائم الابتسامة، اشتغل سائقا براتب ضعيف، لم يعد يهمه من هذه
الدنيا غير راحة البال، فقد قارب الستين وأبلغ البنين...
أمس، حكمت عليه المحكمة بـ 5 سنوات نافذة وغرامة
5000 درهم، بتهمة القتل غير العمد وجنحة الفرار...
لقد صدمت سيارته صاحب دراجة نارية يحمل ابنه
خلفه، مات الابن وشلت قدما الأب، ونتيجة للصدمة التي لحقت بالسائق....لاذ بالفرار.
لم يكن خطأ صديقي ابراهيم، سرعة سيارته لم تتجاوز
الخمسين، لكن سائق الدراجة النارية كان شديد التهور، أراد المناورة في غير محلها، وكان
ما كان...
الإشكالية هنا تكمن في ما جدوى المؤسسة السجنية
في حالة ابراهيم، إذا اعتبرناها مؤسسة اصلاح، فصديقي ليس بمجرم ولا نشال ولا أراد إسقاط
النظام... هذا إن سلمنا بأن السجن يقوم بالدور المنوط به، لكن واقع الحال يوشي بغير
ذلك.
ذاك حكم جائر وشديد الإجحاف في حق انسان لا يفوقه
أحد قناعة وطيبوبة واستقامة، وكأن القدر يلعب النرد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق