صدمتها سيارة صغيرة في أول الشارع المتجه نحو بيتها، لم يمر أكثر من شهرين
ونيف على عقد قرانها، تعرفت على شريك عمرها أيام الجامعة، وكان يشدها إليه إحساس عظيم
بالهيام، كان بدوره يعشقها حد الثمالة، كلما تبادر إلى دهن الجميلة احتمال الفراق تجهش
بالبكاء، ويهب الحبيب إلى طمأنتها بين ذراعيه ويوشم قبلة دافئة على خدها تضع حدا للدموع
المنزفة، كان حبه لها عنيفا، كثيرا ما كان الخصام يطغى على حديثهما، فيحلل سلوكها على
هواه بدافع الغيرة، لم يكن قلبه ليتحمل انفرادها بذكر غيره لأكثر من دقيقة، تواعدا
على أن يكملا قصتهما حتى النهاية، وأن لا وجود لوسيط يدمر ما بنياه من عهود وأحلام،
هذه هي القاعدة التي أسست زواجهما.
أحدثت الصدمة للمسكينة هزة دماغية، فقدت على إثرها الذاكرة، لم تستفق
حتى انفتحت رموشها على وجوه غريبة تلف سريرها بالمستشفى، لم تعرف أحدا، وجوه الزوار
مبتهجة لسلامتها، رغم أن الدكتور المشرف عليها قد أعلمهم بفقدها للذاكرة، إلا أنهم
استحسنوا حياتها سليمة إلى جانبهم، أما الذاكرة فمجرد مسألة وقت. انسلت بعض الكلمات
إلى أذنها، فعلمت بأنها متزوجة، لم تتعرف على زوجها منذ البداية، خالته أحد الوجوه
الحاضرة وقت استيقاظها، لكن لسوء الحظ، كان الزوج يهرول لتحضير متطلبات العلاج، لم
يكف ساعة عن إسعافها. لكن وجوده في الوقت المناسب كان متعذرا، وكان الحظ حليف أحد الأقارب
الذي قابلها بالابتسامة لحظة الخروج من الغيبوبة، أحبت ابتسامته واستبطنت فكرة كونه
زوجا لها، بل أيقنت ذلك، ولم تغادره عيناها حتى دخل الزوج مستعجلا لقياها، ضمها بحرارة
وقبلها على جبينها، لكن المسكينة خالته أخا. وما إن علمت بشخص زوجها حتى تغيرت الوان
وجهها إلى القتامة، لم تتقبل الأمر، لم تدرك أن ذاك الأصلع ذو الأنف الطويل نصيبها،
بدأت تصرخ وتلوم الحاضرين على المكيدة، الكل يريد سلبها الزوج الوسيم، اعتبر زوجها
أمرها مجرد حالة عابرة لن تدوم أكثر من ساعة الحشد تلك، رغم المهانة التي تلقاها في
حضرة أقاربه، إلا أنه بلعها مع بعض الريق آملا في أن تعود إليه معشوقته، لكن سيناريوا
الأحداث الذي أعقب الكارثة، لم يكن في صالحه، لم يحتمل قلبه الضعيف، نفذ صبره، حمل
فأسا شق به رأس زوجته نصفين، وسلم نفسه للعدالة... وسكت مسافير عن الكلام المباح...
--------------------------------------------------------------------------------
أتمنى أن لا يسيء القراء الفهم، القصة لا تدافع عن جرائم الشرف، لكنها
تجادل في إشكالية الحب !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق