الاثنين، 22 ديسمبر 2014

في إحدى زوالات أيام الجامعة، وبعد أن تناولت وجبة الغداء مع "عْشْراني"، قمنا بطهي بعض الكاوكاو المغلف في المقلاة، وضعناه بعدها في إناء ونزعنا إلى أكله أمام التلفاز، تركنا خلفنا الفرن مشتعلا دون أن ندري، والمقلاة فارغة على نار الفرن، حتى إذا شممنا رائحة غريبة، هرولت إلى إطفائه.
أعقب إطفائي الفرن مباشرة قدوم زميل آخر يقطن معنا، فاته موعد الغذاء ولم نكن نحتسب قدومه، دخل مباشرة المطبخ حاملا معه بيضتين، سكب الزيت في المقلاة، ووضع عليها البيضتين، ثم شرع يبحث عن الولاعة، وكم أصيب بالذهول عندما وجد البيضتين قد طبختا دون نار، لم يعرف المسكين أن المقلاة كانت ساخنة بما يكفي لطهي البيضتين، لم يمضي ليلتها معنا، أرسل أخاه وأوصاه بحزم أغراضه بعد أن أقسم له أن محل سكنانا "مسكون"، وأن جنيا ما هو من قام بطهي البيضتين.
وما باله قلقا بعد أن أسدى له الجني خدمة أعفته عن البحث عن الولاعة، كان الأجدر به أن يتمتع بخدمات الجني، ولا أظنها ستقف عند ذاك الحد...
هكذا تبتدئ الخرافة، فمن التهور وعدم تقصي الأسباب ينشأ الجهل، ولو بحثت طرف خيط كل نازلة على هذه الشاكلة، لوجدتها طريفة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق