الاثنين، 22 ديسمبر 2014

رافقها إلى حيث يغيب دبيب البشر، ابتعدا عن ضجة المدينة، جلسا إلى جدع شجرة، تبادلا أطراف الحديث، همست له في أذنيه، صارحته برغبتها في احتضانه، ربت على كتفيها وأخذها في الأحضان، شنف سمعها بأعذب الكلمات، وشم قبلة على شفتيها انتزعتها إلى حيث لا تدري... أفاقت على ضجة صوت أشبه بالنهيق، التفتت خلفها، لمحتهما عريضان شامخان لا تبدوا على محياهما أثر الشفقة، قِيدا إلى المخفر، انتزعت منهما التصريحات، انهالت عليهما ضروب الشتائم والوعيد، بصقوا على وجهيهما، وأطلقا صراحهما بعد أن وقعوا التزاما...

هكذا تحولت القبل قذائف، وكلمات الحب شتائم... هكذا يدفن الإحساس الجميل ويوارى جثمانه تحت أقدام الغوغاء، وهؤلاء... هؤلاء صارعوا الجمال، أذيال المهانة، تسموا شخوصهم عاليا في أنظار الحاسدين، في أنظار كل من أكل الصدأ أدمغتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق