الاثنين، 22 ديسمبر 2014

كَلَّ ذهني من التفكير، كيف عاش الأولون دون صورة، أوَلم يحسوا يوما بعقدة النقص؟ كيف يحس امرؤ فقد أمه أو أباه في المهد دون أن يلمح صورتهما، أو بالأحرى دون أن تتبقى في ذهنه بعض ملامحهم؟ أعرف اليوم أناسا في مثل عمري لم يقيض لهم أن يروا آباءهم، لكني أظن أن المشكلة قد حلت لتعميم الصورة، أو أن الشخص حاليا لا يكتسي طابعا رسميا دون صورة تحملها بطاقته الوطنية، تغيرت الأمور الآن. لربما كان يعوض ذاك النقص بالإسهاب العميق الذي كان يطال النصوص الأدبية عند وصف شخصية ما، إلا أننا اليوم بإمكاننا عرض صور متسلسلة عديدة على شكل فيديو ومرفقة بالصوت تحيط بأغلب جوانب الشخص، وكَمُّها بحسب قيمته الاجتماعية، وسيكون بإمكان الشخص العادي مشاهدة حفل خِتَان أبيه، ويوم دخلة أمه... ربما تبدوا الإشكالية المعروضة سخيفة للبعض، لكنها شغلت مخيلتي، فرفقا بي أصدقائي، فلست أكتب دوما على هَواكم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق