الاثنين، 22 ديسمبر 2014


لست أكذب، ولن أبالغ هذه المرة، فقضيتنا اليوم بَالَغ في أمرِها الواقع نفسه، من أحد مراكز إيواء الفتيات - ليس لزوما ذكر اسمه ولا مكانه - تطل الفتيات من شرفات المركز بأجسادهن العارية، مبرزات مفاتنهن للمارة من السائقين الذين لا يترددون بدورهم في الخروج من سياراتهم ليصطفوا بجانب الحائط المقابل لشرفات المركز، والذي يفصله عن هذا الأخير شارع كبير مكتظ الحركة، يتكرر هذا السيناريو باستمرار بعد كل منتصف ليل. ليس هذا تصرفا صبيانيا أو "بسالة" إلا في أعين الجَهلة، بل هو رد فعل طبيعي جدا ضد القمع الجنسي الذي تمارسه كافة المراكز الايوائية على نزلائها، وهو ناتج بدوره عن سياسات اجتماعية عرجاء...
بلغني حديثا من أحد المهتمين بعد أن حدثته عما حدثكم عنه، أنه بمركز آخر، تختلق الفتيات عطبا ما (كهربائيا أو تحطيم أنابيب الماء أو تحطيم الأبواب...)، فقط حتى يتأتى لهم النظر في وجه "البلومبي" أو الكهربائي أو النجار، حرمان مقيت تعيشه تلك الفتيات، فالخناق المفروض عليهن يمنع عنهن مبارحة المركز إلا في النادر جدا، ما يراكم في خوالجهن الكبث الذي يتم تصريفه عن طريق مكائد تدَبِّرنها، وغالبا ما تتحولن إلى مثليات جنسيات "سحقيات"، وهو أمر هُنَّ منه بَراء، بل تلك جريمة مجتمع متخلف...

نفس الأسطوانة تتكرر في مراكز إيواء الذكور، إذ تجد اللواط ضارب جذوره في أوساط النزلاء، كذلك الشأن بالمؤسسات السجنية، وتغدوا بذلك مؤسسات لتفريخ الجانحين لا مراكز إصلاح !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق