الاثنين، 22 ديسمبر 2014

لزم الفراش أسبوعا كاملا، حُمَّى وزكام حاد استطابا جسده المنهك، فأبيا غدره، تكاليف العلاج أرهقت محَصَّلَته، ضعفت مناعته، لم يعُد يحتمل، أدرك دُنُوَّ أجله، قضى اليومين الأخيرين تسبيحا واستغفارا، ظل يهلوس بالأذكار إلى آخر رمق، وقبل أن يودع أهل الدار، لفظ وصايا أخيرة، فحواها أن الدنيا سراب ووهم مضلل، وقد كسَب من عمل صالحا واستمسك بدينه، فجأة... لم يعد يسمع تأوهات أبنائه وانتحاب زوجته، بدت له شفتا ابنه الأكبر تتحرك دون أن يسمع له صوتا، فتغلغل الصمت في الدنيا جميعا، وقبل أن يستفسر، انطفئ النور بغتة وساد الظلام، أراد أن يحتج وعجز عن النبس أو تحريك اليد، تساءل في ذهنه... سرعان ما تلاشى السؤال ومضمونه، جاهد في التشبث بشيء ما... لكنه غاص في الأعماق بلا نهاية، فنام نوما عميقا هادئا تنقصه الأحلام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق