الاثنين، 22 ديسمبر 2014


قضَى ليَالِيه لهوا وسَهراً، ابتُلِيَ بِالنبيذ والمُومِس، كان يُنفق بسخاء من أجل اللحظة واللذة، حتى إذا جاوز الأربعين بالحَوْلين، قرر إكمال النصف الآخر من الدِّينِ، أرادها صغيرة فاتنة عفيفة، لم يمْسسها قَبْله إنس ولا جان، وكذلك أصابها...
تزوج فتاة لم تُتِمِّ السابعة عشر من عمرها، كان يبتغي من ذلك ارتشاف أنوثتها على مَهلٍ، صِغَرُها يضمن مدة صلاحية أطول، كانت مشاكسة ولِسِنِّها ما يُبَرِّر تلك المشاكسة، قضت أيامها الأولى كأي زوجة، رهينةَ المطبخ والسرير..
بعد سنتين من الزواج، بدأ يتراجع النشاط الجنسي للزوج، وتتصاعد رغبتها فيه، فارق السن خلق تناقضا مزاجيا أنهَك الاثنين، فالمرأة بدأت تنفتح عيناها خارج جدران البيت وتبحث عن مغيث، والزوج يحاول الفرار من تَعََطشها بالتذرع بالعمل، خَلجَته الوساوس تُجاهها وارتبك من تقلب مزاجها، لكن... لم تُسْعفه قُدراته حَلا.
في المقابل، كانت تتلهف سفره لتُدبر المكيدة، رغم هوسها بالفضيحة، رغم حضرة الأبناء، رغم صلاتها ونسكها، إلا أن الطوفان الذي يُغْدِقها رغبة وإحساسا كان يُهين عليها كل شيء، كيف لها أن تحرم من لذة لم تنْعم بها قدر زوجها، قدر كل الرجال؟ كيف ارتضت بذاك الكهل زوجا؟ كانت صغيرة ! لم تعرف للجنس معنى غير الأمل، هل توسمت فيه خيرا ! ربما ! لكنها أكيد لم تُكَيِّل للعجز بمكيال.
عاشا حالة نفور مشاعري، وتقَرُّبٍ نفاقي تبديه الزوجة مُبالغة، يحاول الزوج جاهدا التساهل مع بعض الهفوات لعصبيتها الشاذة...
وطأة الزمن على أجسادهما عُتُلا، يجمع غيظه بالبيت ويَنْفُرُه خارجا، كذلك تَسْعَد عند الخروج، تَتَربَّصُ الفرصةَ، عَلَّ الحَظَّ يبتسم، ولا تزال على تلك الحالة...
ولكم في ذلك عبرة لعلكم...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق