الاثنين، 22 ديسمبر 2014


لـــم تــَعُــد تتــذوَّق النــوم إلا لِمَـــامـــا، فــأَجَــل دُخـلـتِــهـــا قــدْ غَـــدَا قـَـــاب قــوسـيـــن، سَـعـــادَتُــهــا لـم تَـَسَـــع صَــدرهــا الـصَّـغِـيـــر، ارْتـَـقـبــت اللــحْـظَــة مُـنْـــذ بَــعِـيـــد... مَـا إن أقـبْــل الـخـيْــر عَـلـيـهـــا حـتـــى عَــــمَّ الجَــمـيـــع، فــأخــوهـــا الــذي كانـــت مُصِيبـتــه العــطَـالــة سِنـيـنــــــا قَــد أصــابـتــه الـوظـيـفــــة أخِـيـــرا بَـدل أن يُـصِـيـبـهـــا، بــل قـد دَنَـى مِـيـقَــات الأجْــــرة الـذي طـالـمــا تَـلَــهَّفَـــه، كَــذلــك أمْـطــرت الـسَّـمَــاء بِـسَـخـــاء أثـلـَـــج صُـــدور الـمُـزارعـيـن، فَبَـــدَؤوا يُنفِقــــون عَلـــــى الحُبــــوب دونما احْتسَــــاب، حَـــرثـــوا مَواقـــع لــــم يمْسَسْهـــا طـــرف المِحْـــراث عقــــودا... فــي نفـــس السِّيــــاق الزَّمنـــي، قَدِم وَالــــي مدينتهــــا زافَّــــا بُشــــرى افتِتَـــاح مَشاريـــــع رُصِــــدت لَهــــا ميزانيــــات باذِخــــة... كُـــلُّ شـــيء كـــان يَعِــــدُ بالجَميــــل...

قَبـــل أن تَنفَتِـــح عَيناهــــا بالكَامِــــلِ، وقَبــــل أن يُغَـــادرَ الأخُ فُطـــورَهُ إلـــى العَمَــــل، وقبْــــل أن تَهْــــوي فــــؤوس المـزارعيــــن عَلـــى الأرْض المرتويــــة مَــــاءً، وقبْـــل أن يُنْظـــر فــي أمْــر المشَاريـــع... أَوْمَضَـــت السمـــاء أشِعَّـــة خاطِفَـــة للأبصَـــارِ، وَسُمِـــع دَوِي انْفجـــار ضَخـــم فـــي المَدينـــة التِـــي طالمـــا جاورت مدينـــة الفتـــاة، رغـــم أنهـــا كانـــت تبْعُـــدها عَشـــرات الأميـــال، كانــــت تجـــاورها ! لكِنهــــا الآن دُمِّـــرَت عــــن بُكْــــرة أبيهــــا وسُــوِّيَـــت أرضـــا، كَـــان الصَّـــوْت الفَاجـــع إعْـــلانَ بِِدَايـــة الحـــرب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق