الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

ذهبت أمس زائرا أحد أصدقائي الذي يعمل حارسا بإحدى التجزئات الحديثة، التقيته بعيدا عن مأواه، ثم رافقته إلى بائع دجاج، كان ينوي أخذ بعض بقايا الذبح لكلبته التي أنجبت سبعا، اعتذر له البائع وطلب منه العودة بعد حِين، ذهبنا إلى مأواه البسيط، كان خجولا من كلبته التي عاد إليها بِخفي حنين، ما إن لمَحَته حتى بدأت في الركض إليه والحَوْم حوله عَلَّه وعَسَاه يرميها بقطعة لحم، لكن دون جدوى...
قضى حاجته ساعة في المأوى، ثم عدنا إلى بائع الدجاج دون أن تَبرحَنا الكلبة لحظة، اقتفَت أثرَنَا حتى بلغنا مَقصدَنا، وفي طريقنا إليه، تعرضت كلبتنا لصُنوف الابتزاز الجِنسي من بني جنسها طبعا، وكانت في كل مرة تدنوا إلينا طمعا في الاحتماء.
أخذنا ما أَلِف بائع الدجاج تحضيره لصديقي، ثم عُدنا أدْراجنا إلى المأوى، كان الاطمئنان بَاديا في سلوك الكلبة حين العودة... وما إن يضع صديقي وجبة الكلاب أرضا، ويبدأ بالصفير على نحوٍ مميز، حتى يتسابق الجِراءُ إليه، فيفترسوا الطعام افتراسا، دون أن تقترب الكلبة منهم، دون أن تزعجهم، فتظل مُحافظة على مسافة معينة منهم، وتراقبهم دون كلل حتى يفْرَغُوا من الأكل وينصرفوا إلى اللعِب...

راقني كثيرا ذلك المَنظر، الكلبة كانت جائعة بالتأكيد، لكنها آثرَتْ مصلحة أبنائها على نفسها، إنها مُناضلةٌ بالفعل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق