الاثنين، 22 ديسمبر 2014

انفصلت عنه بسبب عقمها... ربما لم يكن ذاك سببا كافيا، لكنه أكيدٌ ارتاح لقراره... غادرته حازمة مآسيها نحو بيت أبيها علها تجد ما افتقدته من الرحمة والدفء، لكنها فوجئت بالنقمة، لم يشفق لحالها أحد، غدت مثار لؤم وشؤم بالبيت، حتى أخوها الذي لا يكبرها إلا بالعام، والذي طالما شاركته هفوات أيام الصبا، لم يغفر لها ذنبا ما اختارته، حزمت نكدها مرة أخرى موقِنَة أنْ لا مُعِيل إلا ساعديها... اكترت غرفة بمال خَاتَم زواجِهما، وشرعت تبحث عن عمل، وهي التي غادرت المدرسة على عتبتها... اشتغلت بمقهى، كان رهانا عظيما قائما أمامها أن توازي راتبها بمصروفها الشهري وأجرة الكراء وفاتورة الماء والكهرباء ثم سداد أثمنة الأدوية التي تناسلت من حولها، خسرت الرهان منذ الشهر الأول، كانت خسارة ذريعة أعقبها تحَوُّلُها إلى وجبة دسِمة تثير لُعاب مشغلها، راودها عن نفسها وأصاب مَبْغاه، لم تكن في موقع يُخَول لها الترفع... بل وجدته عملا ليليا إضافيا يغطي ما عجز عنه عمل النهار، تكاثر عليها الزبناء إلى أن شاع أمرها وبلغ أخاها، استعجل القدوم إليها ثورا هائجا، فَجَّر نباحه صاخبا على وجهها، ما أسكته غير صرختها الأخيرة بعد أن غرق جسدها في الدماء...

أكيد سُجِن الأخ، لكنه تُوج بطلا في أذهان أقاربه ومقربيه... فلولاه لتلطخ الشرف بدلا من الأخت، أما هي... فليحتضنها الجحيم إن أرادت الدفء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق