الاثنين، 22 ديسمبر 2014


ذهب وابنه أيوب وكلبه "ماكس" إلى أحد أصدقائه النائيين عن المركز ببضع كيلومترات، جلسوا إليه آخِذين في الحديث عن مُخَلفات الفيضانات الآخيرة، بينما أيوبٌ المُشاكِس لم يهْدأ البَتة، أخَذه الفُضُول إلى تقليب كل شيء، فيَعمد إلى تمحِيص الأشياء الموضُوعة "ديكورا"، وتارة يركب الوسَادة حِصاناً، ثم يرمي بجهاز التحكم لَهْواً... ما أغاض حقيقة المضيف "يوسف"، حَدَّ عَدَم التَّحَمُّلِ زِيادة، أعْلنَ عَدمَ رضاهُ فِي وَجْه صَديقه، ثم نادَى عَلى ابنِه الصَّغير - ليلقن صديقه أصول التربية- آمِرا إياه أن يَرْتكِن، فَارتَكَنَ دون أن يُجادل أو حتى أن يَتَريَّث، صَرخ يُوسُف بِفَيْضِ ثِقَة: "كَذلك تَكُون التَّربِية، اِحْترامٌ وطاعَة..."
آنَذاك فقَط أعْقَب المُسْتضَاف حَسن، فإذا به يُنادي بدوره على "ماكس" المُرتَقِب خارجاً، ثُم يَأمُره بالاسْتلقَاء والارتِكَان... امْتثل الكلْب... ثم صَرخ حسن، "فذاك ترويضٌ... أمَّا التربية فأتْركك والزَّمَن يُعلِّمك" خَرج الوَفْد مُطْبقين خلفهم الباب...

غداة ذاك المساء، لم يجد أطفالُ يوسفٌ الأربعةُ أنفُسَهم غيْرَ جُثتٍ هامِدة، حيث قرر يُوسُف اسْتبدال الكِلاب بالأبناء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق