الاثنين، 22 ديسمبر 2014

هرعت إلى موقع الحدث، تركت خلفي أطباق طعام، أي نعم كنت أتضور جوعا، لكن تعالي الأصوات الآتية من هناك انتزعتني من مقامي، سباب وشتم ووعيد بالاستئصال، وأطراف النقيضين جماعات، بل أحياء سكنية تتقاتل، تحريت الخلفيات، وكان طرف الخيط مائدة طعام بعرس أحد الجيران، اجتمعت حولها من بين من اجتمعوا امرأتين من حيين مختلفين ومتجاورين، وضعت إحداهن قطعة لحم في خبز تحمله لأحد أولادها، واستنكرت الأخرى فعلتها بوابل تهكم، اغتاضت الأولى وحطمت فوق رأسها سدادة "الطاجين"، ابتدأ الأمر هكذا وتعقدت الأمور إلى ما وجدته عليها، اقتربت من ساحة الوغى، ومشاعر المتفرجين تغلي تأهبا لمزيد من نزف الدماء، ووساوسهم تذكي نار الفتنة، حتى إذا وضعت الحرب أوزارها سمعت كلمات الخزي واللعنة تنصب على رقبة الشيطان، ونفوسهم مغتاضة لتعليق المعركة بأقل الخسائر...

لا ترموني بعد الآن بسلامكم، فقد جزعت من نفاقكم المشؤوم، سلام عليكم وقتما وأينما حللت وارتحلت، وأي سلام يا أمة تستلذ دماء المستضعفين، ولو كان السلم والآمان يكفيهما كون "السلام" ترنيمة تلوكها الألسن، لكان الدواعش أول المسالمين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق