الاثنين، 22 ديسمبر 2014

حدثني أحد زملائي في العمل، جاوز السِّتين من عمره، عن أيام المسيرة الخضراء، سائلا إياي عما إذا كنت قد شاركت فيها، أخبرته أني أصغر بكثير مما يعتقد، أعلمني بعد أن واجهته بنفس السؤال أنه لم يلتحق بها، كان وقتها قد فر إلى حيث لم يكن بإمكان السلطات إيجاده، وعلى حد لسانه فقد كانت المشاركة إجبارية إلا على ذوو النفوذ والسلطة، أو القادرين على دفع قسط من المال، أما الطبقات الدنيا فقد قيدوا جبرا إلى الصحراء، أذهلتني فكرة النضال بالقوة والميز الذي أطرها، ما دل بشكل مفضوح على الفجوة العميقة بين الخطاب الرسمي وواقع الشعب المغربي إذاك، حيث كان لا يزال عرضة لنيران النظام المغربي، بل كان القمع حينها قد بلغ الذروة، وقد ترجم السخط في العزوف عن المشاركة، لم تكن الشعارات الوطنية وتكتيكات استكمال الوحدة الترابية غير محاولة استبدال مستعمِر بآخر لا يقل عنه شراسة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق