الاثنين، 22 ديسمبر 2014

علت صيحاتهم على دمس الغبار، صراخ وإنشاد مطالب واستغاثات، تتساقط الأجساد تباعا وتزهق أرواحهم دون روية، دماء وأشلاء في كل مكان، تشتد المعركة ضروسا، وصلت الأمور حدا تتعذر معه العودة، تعذر السلم، رغم تدخل أطراف خارجية، إلا أن من همهم الأمر وارتبطوا به ارتباطا لم يقبلوا تدخل أي طرف، أدركوا استحالة التعايش، فأرادوها أن تتم على أنقاض الحكم السائد وأذياله، وكان لهم ما أرادوه...
ما إن وضعت الحرب أوزارها وانجلى الغبار، واقفرت الشوارع إلا من حرس الثورة، حتى طفت إلى الواجهة أغراب عن الميدان، انتحلوا الغبار وصدوح الحناجر، اعتلوا المنابر متثاقلين تظاهرا بالعياء، أنشدوا الحرية ووعدوا بالخير الشديد، أردفوا تذكيرا بأفول النظام الطاغي ودنو فجر الحرية...

غداة الغد، أذاعوا خطر الإرهاب و"حسد" المتآمرين، حظروا التجوال، أجلوا الإصلاح، شيدوا النظام الآفل على أجثاث تضحيات يائسة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق