الاثنين، 22 ديسمبر 2014

مرة أخرى تتزوج فتاة قسرا، لم يكن أبوها فاحش الثراء شأن أخيها مالك عقار ضخم، لم يكن يعوز أخاها إعلاء اسم أسرته شامخا في المدينة كلها، لكن نرجسيته المتفاقمة منعته من ذلك، زُوِّجَت الفتاة من رجل أربعيني، اكترى في البدء بيتا ذو غرفتين وحمام ومطبخ ضيق، إلا أنه لم يستطع الصمود كثيرا أمام غلاء المعيشة، خاصة وأنه لم يمتلك دخلا قارا، كان مجرد مُياوم، عرض عليهما أبوها الإقامة معه بعد أن رحلت عنه حيزبونه إلى حيث تتعذر العودة، أقام الزوجين بالمَسكن المجاني مدة الثمان سنوات، حتى أعمراها بنينا وبنات، رغم أن دَخْل الزوج لم يُجاوز الحضيض. إلا أن الأوضاع زادت سوءا بعد أن فوجئ العجوز يوما بميعاد الرحيل، حيث قَدِم الأخ الثري طامعا في تَرِكَة أبيه ! وما أورتهما غير ذاك البيت المهترئة جدرانه، وهنا يحضر الشرع ويغيب المنطق، يُغَلب النص على حساب المصلحة، حكمت المحكمة بأن للذكر نصيب الأنْثيين، أُفرغ البيت قََحْما بعد عجز الزوجين عن دفع ثلثي قيمة المنزل، شُرد الأبناء، وانتحر الزوج، وامتهنت الزوجة الدعارة، وانكب المثقفون في برجهم العاجي على دراسة أسباب التخلف والتشرد، ووجدوها في تراجع أدوار المسجد والزوايا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق