الاثنين، 22 ديسمبر 2014

يستسلم مرارا للقذائف المنطلقة كحمم بركانية من فوهة ثغره، لا ينبس ببنت شفة أمام حضرته، ولم يكن بوسعه حتى التفكير في ذلك، كان شديد الخضوع لمُشغَِله، بل حتى لمدير المصنع، طبعا كان مجرد مصنع، لكن نظام هيكله العلائقي كان عسكريا يُفقد العامل آدميته، كان ابراهيم منسوق الجسم بارز العضلات وضحم الجثة، إلا أن كل هذا كان يخور داخل المصنع، وما أن يعود إلى البيت حتى تبدأ عضلاته في الاشتداد والانتفاخ، فيبدأ بالصياح والركل الذي ينصب غزيرا على الأبناء والزوجة، يكشر عن أنيابه ويبرز أظافره، فيعم الهدوء البيت، الكل يتمتم قولا أو همسا في وجوده، هذا إن قَدروا النبس، وإلا فقد يتحول صاعقة تأتي على الأخضر واليابس، هذا السلوك وإن بدا مبالغا فيه، هو ما يُطْلق عَليه عِلم النفس التقدمي بالتماهي مع المتسلط، حيث ينطبع تسلط رب العمل على سلوك العامل، ويدفق القمع المكبوت في المعمل على رؤوس الزوجة والأبناء، فيكون بذلك الزوج سيدا جبارا في البيت وعبدا ذليلا في الشغل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق