الاثنين، 22 ديسمبر 2014


كان الوقت صباحا، والمكان: إحدى منشآت بريد المغرب، اسْتُدعِيَ "المعطي" إلى مكتب المدير، وقبل أن يطرُق باب الإدارة، أعاد فيما يقارب الدقيقة سيناريو الأمس، عساه يستشف الغرض من الاستدعاء، أعجزته مشاغل أخرى عن ذلك، استأذن ثم دخل...
كان الخبر الذي تلقاه وقتها صادما أو هكذا بدا على مُحياه، لقد أحيل على المعاش، نزفت عيناه مآسي عمر أدركه الوهن، وفي طريق عودته إلى البيت، مَوْقَع مقعده بين شيوخ الحي، محترفي"الجوكير" و"الشطرنج"، عساها تَشغُل وقته الشاغر، إلى حينٍ يأذَن فيه القدر بالفناء..
"دجون"، موظف فرنسي بإحدى شركات التوزيع، عَدَّ الأيام والليالي دونما كلل، ترقبا لميعاد الإحالة على التقاعد...
قبل أن يزُفَّ عليه المدير يومها خبر الإحالة، كان "دجون" قد استبق موعد اشتغال الإدارة بربع ساعة، وكله نشاط وحيوية...

لم ينتظر الميعاد أمَلاً في الخمول، بل سبق وأن أعَدَّ استراتيجية عمل متكاملة لاستقبال العمر الذهبي كما يصطلح عليه هناك، أسَاسُها العمل التطوعي والاستكشاف والإفادة قدر المستطاع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق