الاثنين، 22 ديسمبر 2014


كان شابا لا يفُوقه أحدً طموحا، تلك مِيزتُه منذ نعومة أظافِره، يُنفق معظم وقته في تَحدي المُعَقد حتى يَمْتَثِل بَسيطا، تَفَوَّقَ على كل مُشَكِّكٍ في قُدراته، نال أعلى الدرجات، مَلأ غُرفَته جَوائزا وشَهَادات، لَم تُقنعه إجازة العلوم الفلكية التي أحرزها بدرجة مُمتاز، تجاهل عروضَ عملٍ مغرية في سبيل استكمال دراسته رغم حاجته وفقره، أحرز الماجيستر والدكتوراه...

وهو لا يزال غَارقا في نَشوة النجاح، جاءته مكالمة هاتفية تعرض عليه عملا وتَطلبُ قُدومه لنقاش التفاصيل، أخذه الفضول إلى قَصْد اقتناء سيارة طاكسي بعد أن أُبْهَجَ الخَبر وَالِدَيه، دَعَتْ له أمه خيرا وألَحَقه أبوه رضاً، خرج مطمئن البال محمولا بالتفاؤل، لم يتجاوز بيته بـ 10 أمتار حتى صدمت شاحنة إنجازَاتِه وأحلامَه وأحلام أسرته المعوزة، أتت عجلتها الخلفية على وحدته المركزية حتى سوتها أرضا، علا صوت أمه مجروحا صَادحا ثَاقبا نَادِبا حَظها الكَافر الذِي سلبها وحِيدها وأمل نَجاتها من مَرارة الإمْلاق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق