الاثنين، 22 ديسمبر 2014

بعد أن أنجبت قطتي أربعة، غابت عن البيت ما يزيد عن الأسبوع، حتى ظننتها هربت لعجزها عن تربيتهم، فعمدت إلى تخصيص ميزانية يومية لتغذيتهم، أحببتهم كثيرا، إلى أن عادت الأم قبل يومين، فتأكد لي أنها كانت محجوزة في بيت الجيران كي تريحهم من مصيبة الفئران، وكم كان اللقاء حميميا، إذ أنها لم تبرح مطرح أبنائها دقيقة، بدأت تحوم حولهم وتقبلهم على طريقتها حتى أدمعت عيناي، لم تكن تأكل شيئا حتى يحجب الأبناء عن الأكل، واستمر الأمر على ذلك طوال اليوم، حتى إذا خلدت إلى النوم بدأت في تحليل ما رأته عيناي، كيف للأنثى وحدها أن تتحمل عناء تنشئة الأبناء؟ بينما "صاحب الفعلة" هائم غير مدرك لعواقب لذته الغريزية، أشفقت على قطتي الجميلة، حتى أدركني الصباح، فهرعت إلى إطعام قططي، إلا أني صدمت شديد الصدمة عندما لم أجد غير الأم ورؤوس أبنائها، لقد أكلت المجرمة أبناءها، قضت عليهم...
لم أعرف منذ الوهلة الأولى أن سبب جريمتها كان دافع الحب الشديد، الخوف العميق من فقدانهم مرة أخرى، فالأرحم لها أن تنقش لهم مصيرهم بأنيابها من أن تحجز على حين غرة مرة أخرى دون أن تعلم عنهم شيئا.

كان لوالدتي الفضل في إعلامي بأسباب الجريمة ، ولولاها لأعدمت الأم قصاصا لأبنائها... لكن ما أغاضني شيء أكثر من تلك المصاريف التي أنفقتها على "المرحومين"!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق